ترجمة المقال الأصلي من تأليف جوزيف سالينغ – مراجعة طبية: الدكتور تايلر ويلر، نُشر في 13 مارس 2024
ما هو الدواء الوهمي (Placebo)؟
الدواء الوهمي هو أي شيء يبدو كأنه علاج طبي “حقيقي”، لكنه ليس كذلك. قد يكون حبة دواء، حقنة، أو أي نوع آخر من العلاج “المزيف”. ما تشترك فيه كل الأدوية الوهمية هو أنها لا تحتوي على مادة فعالة من شأنها التأثير على الصحة.
كيف تُستخدم الأدوية الوهمية؟
يستخدم الباحثون الأدوية الوهمية أثناء الدراسات لفهم تأثير دواء جديد أو علاج معين على حالة صحية محددة.
على سبيل المثال، قد يُعطى بعض المشاركين في دراسة دواءً جديدًا لخفض الكوليسترول، بينما يُعطى آخرون دواءً وهميًا. ولا يُخبر أي من المشاركين ما إذا كانوا قد تلقوا العلاج الحقيقي أو الدواء الوهمي.
يقارن الباحثون بعد ذلك بين تأثير الدواء الحقيقي وتأثير الدواء الوهمي على المشاركين، مما يساعدهم على تحديد فعالية الدواء الجديد والكشف عن آثاره الجانبية.
ما هو تأثير الدواء الوهمي؟
أحيانًا، يمكن للشخص أن يظهر عليه استجابة بعد تناول دواء وهمي. وقد تكون هذه الاستجابة إيجابية أو سلبية. على سبيل المثال، قد تتحسن أعراض الشخص، أو قد يعاني مما يبدو وكأنه آثار جانبية للعلاج. تُعرف هذه الاستجابات بتأثير الدواء الوهمي.
في بعض الحالات، يُمكن أن يُحدث الدواء الوهمي تأثيرًا حتى عندما يعرف الشخص أنه يتناول دواءً وهميًا. وقد أظهرت الدراسات أن الأدوية الوهمية يمكن أن تُحدث تأثيرًا في حالات مثل:
- الاكتئاب
- الألم
- اضطرابات النوم
- متلازمة القولون العصبي
- سن اليأس
في إحدى الدراسات حول الربو، لم يكن أداء المشاركين الذين استخدموا جهاز استنشاق وهمي أفضل في اختبارات التنفس من أولئك الذين لم يفعلوا شيئًا على الإطلاق. ومع ذلك، عندما سُئلوا عن شعورهم، أفادوا أن جهاز الاستنشاق الوهمي كان فعّالًا مثل الدواء الحقيقي في تخفيف الأعراض.
كيف يعمل تأثير الدواء الوهمي؟
تركّز الأبحاث حول تأثير الدواء الوهمي على العلاقة بين العقل والجسد. إحدى النظريات الشائعة تقول إن هذا التأثير يعود إلى توقعات الشخص. فإذا توقّع الشخص أن تؤدي الحبة إلى نتيجة معينة، فقد تتفاعل كيمياء الجسم لتُحدث تأثيرات مشابهة لما يمكن أن يسببه الدواء الحقيقي.
على سبيل المثال، في إحدى الدراسات، أُعطي المشاركون دواءً وهميًا وقيل لهم إنه منبّه. بعد تناوله، تسارعت نبضات قلبهم، ارتفع ضغط دمهم، وتحسّنت سرعة استجابتهم. وعندما أُعطي نفس الدواء وقيل لهم إنه يساعد على النوم، اختبروا تأثيرات معاكسة تمامًا.
يقول الخبراء أيضًا إن هناك علاقة بين قوة توقّع الشخص للنتائج وحدوث تلك النتائج فعليًا. فكلما كان الشعور بالتوقع أقوى، زاد احتمال حدوث التأثير الإيجابي.
كما أن التفاعل بين المريض ومقدّم الرعاية الصحية قد يلعب دورًا مهمًا في حدوث هذا التأثير.
ويبدو أن الأمر نفسه ينطبق على التأثيرات السلبية. فإذا توقّع الناس أن يختبروا آثارًا جانبية مثل الصداع أو الغثيان أو النعاس، فإن احتمالية حدوث تلك الآثار تزداد.
المصدر: wbmd