سوزان جواهري
ما أجمل أن نحتضن أنفسنا
مَلِكة مهمة علينا امتلاكها وتعلمها منذ الطفولة
تربينا على ضرورة تلبية نداءات الأهل، والأطفال ، والاصدقاء ، والجيران ، والأقارب ، والأوطان، وهذا جميل ،لكننا لم نتعلم تلبية نداءنا الداخلي رغم ضرورته ، وأولوية إتقان إحتضان أنفسنا قبل الآخرين
نعم نحن لا نستمع لصراخنا ،واوجاعنا ورغباتنا الملحة، وكأننا تبرمجنا على تبليد كل ما هو حي فينا
لكن إلى متى؟
الصوت سيعلو بطريقة أخرى، ويغير أدواته لنصغي
عبر المرض ، او الصدمات ، او الاكتئاب
واكثر
نحن نتحمّل ما يؤول إليه أمرنا
خوفنا ، ضعفنا ، وعدم شعورنا بالاستحقاق
وقلة تصديقنا لحدسنا ، يجعلنا بموقع الضحية بلاوعينا ، ويتمظهر ذلك بعدم موافقة رغباتنا مع المجتمع ، والدين ، والعشيرة ، والوطن ،وكلها اسباب تبدو منطقية ، وحقيقية لتمنعنا من التقدم وتحقيق أنفسنا ،لكن في الحقيقة نحن من شاركنا بتجسيدها في إغفال حاجاتنا وتطلعاتنا، وخياراتنا بكل المجالات، ومع الوقت نتحوّل لروبوتات ، تؤدي وظائفها بلا احساس داخلي ، وبلا حب ، بل بفعل الواجب لا الرغبة ، ونفقد فرصتنا بعيش حياتنا بشغف.
ما اهمية أن نتعلم ، ولو متاخرا فن التواصل مع ذاتنا ، ليصبح تبادل الطاقات فيما بيننا أرقى ، واجمل وأكثر حرية، وانفتاحا ،وتالقاً.
لنبدا بالتوجه نحو ذاتنا ،فمن يحب نفسه ، ويحتضنها،الصادق باحاسيسه ،والمستجيب لصوته الداخلي هو القادر فعليا على حب الآخرين
وكلنا نحتاج لهذه النماذج الحيّة
المجتمعات التي تعيش باغتراب عن ذاتها الحقيقية تخاف من المتفردين وتحاول ضمهم إليها وفق شروطها، التي تعتمد على تفعيل نظام الخوف ،وتردداته المحبطة،
لكن ما ان ينجح المتفرد ، ويستجيب لصوته الداخلي ينتصر لذاته، ويؤثر بمحيطه وفقا لقوانين الترددات الطاقية ويساهم بتحررهم.
جميل ان نتعلم قول لست بمزاج لفعل كذا ، او اريد كذا، بداية تحتاج لقوة ، وصلابة، لكنها تتحول لعادة ،ونصبح اصدق مع انفسنا
ومع الآخرين
-ان نترك مساحات لبعضنا داخل الأسرة، ليعبر كل فرد عن نفسه ،وفق إيقاعه الخاص
-ان نعطي وقت، ومساحة حرة
لسماع صوتنا الداخلي، بالتأمل اليومي
بالمشي في الطبيعة، بالرسم، والموسيقى، بالقراءة ، والكتابة ، والصمت .
-ان نهتم بصحتنا، بنظافة جسدنا، برياضتنا اليومية ، بمظهرنا ، بما نشاهده، ونسمعه ، ونتحدث به ، ونفكر فيه
باحلامنا، ورغباتنا.
-ان لا ننتظر من الآخرين ان يتكهنوا بما نفكر به عنهم ، وما نريده منهم بل علينا المبادرة بالتعبير ، والطلب .
-ان لا نجعل الآخرين سبب حزننا ،وتعاستنا او فرحنا، ومن الضروري ان نبتعد أحيانا ،ونراجع انفسنا ،ونترك الأمور تتبلور بتلقائية من دون افتعال
-ان لا نخاف من التغيير.
-ان لا نشك بمن يعبر لنا بالكلام الجميل
ويبادر لملاطفتنا ، والوقوف الى جانبنا بافراحنا، واحزاننا، هذا هو الطبيعي لاننا نستحق الأجمل ،والاحسن بكل لحظة.
نعم إن إدارة حياتنا ، وخلق الظروف التي تساعدنا على تحقيق شغفنا ، وعيش كينونتنا هي مسؤوليتنا وحدنا ، وما يحدث معنا من معيقات كان بسبب خياراتنا الخاطئة، واستمرارنا في العيش بظروف غير إنسانية ،وهَدرُنا حياتنا بانتظار وهم نحن متأكدين سلفا انه لن يتغير باستخدام المفاهيم نفسها.
لنسترخي، ونصغي لصوتنا الداخلي ، ونسمح باحتضان انفسنا، وإعطاء الحب وتلقيه ، فهي عملية تبادلية طبيعية، وليست ضعف
وهل هناك اجمل من ترك مساحة للقلب كي ينبض ويتدفق بالمحبة لذاته ،وامتداده بالكون إنه المفتاح لكل الجمال
تعليقات 1