د.واثق حسن مجهول الحسناوي
جامعة المثنى / كلية الآداب
/ شاشSHASH فيلمُ
قراءةٌ سيميائيةٌ حِجاجيةٌ تواصلية في النقد السينمائي
فيلمُ شاش / shash هو نصٌ سردي بصري ( لغوشاري) ، وخطاب اعلامي اشهاري رسالي ، ذو مقاصد اقناعية معينة، يمكن تناوله سيميائيا وحجاجيا بعد قراءته وتفكيكه ثم اعادة صياغته وانتاجه وفق قراءات حداثوية تتقصى بناه العميقة عبر بناء السطحية وتشكلاته البنيوية والسيميائية والحجاجية .ومن هنا كانت انطلاقةُ فكرة بحثنا هذا للفيلم السينمائي القصير ” شاش / shash” . فهو مِن الافلام السينمائي القصيرة، التي بٌنيت على التضاد والاستبدال ، لتفكيك ايديولوجيات “سيادينية” دوغمائية، حرمت ابناءَ بيوت العشوائيات مِن حقوقهم الشرعية
وقد اشتهرت مثلُ هكذا افلام تُحاكي الواقع العراقي في العقود الاخيرة ؛ لأسبابٍ فنيةٍ وتقنية ، وتكنولوجية وزماكانية مهمة..وكذلك انمازت الافلام السينمائية القصيرة، بعدد من الصفات والتقنيات التي جعلت منها سوقا تجاريا رائجا، للعديد مِن شركات الانتاج او المخرجيين والمنتجين، الذين بذلوا قصارى جهودِهم للتنافس فيما بينهم، لحصد الجوائز المحلية والعالمية . وهو ما سعى اليه عددٌ من المخرجين السينمائيين العراقيين، والسماويين بشكل خاص، بخاصة عائلة الماهود السينمائية في محافظة المثنى
وفيلمُ “شاش ” للمخرج والاعلامي “علي الكعبي” والسيناريست الاعلامي ” أحمد طالب” ، حصد عدّة جوائز عربية و محلية مهمة جعلته في صدارة الافلام السينمائية القصير والمميزة . وهو أحدُ الافلام، التي وجَّهت المتلقي الى جانب من جوانب حياة المواطن العراقي المهمة ،وهو (الواقع الاجتماعي في بيوت العشوائيات)، الواقع الذي يُحاكي الحياة المعيشية في كثير من شعوب العالم الفقيرة في جنوب افريقيا، وجنوب امريكا اللاتينية ،والذي شكّل خطابا نصّياً بصرياً ( لغوشاريا)، تناصياً حِجاجياً استعاريا ،اذ ان الاستعارة، وفي السينما تزيد من حالة التوتر والانزياح والتفاعل والتشارك والتأثير، بفضل الشاعرية المُبالغ فيها في الدراما والتراجيديا والموسيقى والحركات والاضواء ، فجميعها خلقت شاعرية سينمائية تأثيرية ، بالتضامن مع المؤثرات البصرية والسمعية والتكنولوجية وبمختلف اشكالها ، فَبِنْيةُ الاستعارةُ طبقا للمفهوم البلاغي الجديد ، تتجاوز الوحدة اللغوية المفردة، ولاتتمثلُ في عملية نقل او استبدال، ولكنّها تحدثُ من التفاعل والتوتر
فكرةُ الفيلم / علامة
تتلخصُ فكرة الفيلم بفلسفة ( صراع الانا مع الوجود والعدم )،تدور حول تعرض فتاة شابة للعمى، كانت تعيش تَصوّر واقعها الخارجي- بحسب ما تظنه هي- افضل مِما هي فيه من ظلامٍ دامس ، لذلك تتوق الى رؤية العالم الخارجي، لِما سمِعت عنه من اصوات امتزج فيها الحزنُ والفرحُ دونَ أن تراه بتفاصيله او حتى تعرف اسبابه . فكانت عملية سرد الفيلم عمليةٌ استعاريةٌ تناصية فلسفيةٌ، تضامنت فيها عدّةُ وظائفٍ، وعناصرٍ لاستمالةِ المتلقي الى مساحاتها
وقد مثّلت بطولةُ الفيلم الفنانةُ الشابة ” فاطمة” لأولِ مرّةٍ ، والتي نجحت نوعا ما في استدراج المتلقي الى عالمِها الخاص، والتعاطف معها بسيميائية حجاجية لغوشارية، لِمَا احتجَّت به على واقعها المأساوي، اذ تضمن الفيلمُ خطابا لحوارين : الاولُ هو الحوارُ الداخلي، أي المنلوج الداخلي ما بين البطلة وذاتها، وهي تحاكي ذاتها وواقعها بلهجةٍ عاميةٍ، هي اقرب الى ملامسة مشاعر المتلقي/ المشاهد، اذ تُعدُّ اللهجة. والثاني وهو حوارٌ خارجي مع والدها الذي مثّل دوره الفنان “إياد فيصل” بكلَّ مهارةٍ وجدارةٍ وحرفية اذا مثلت لغةُ الجسد لغةَ الصمت التي التزمها الفنان بقصدية سيميائية حجاجية .بخلاف خطاب فاطمة الذي كان خطابا شفهيا منطوقا موجها بقصدية لفتح باب القصة المسرودة لغوشاريا كعلامة اجتماعية فارقة،و الخطاب المنطوق او الشفهي -وهو الأصل في الخطاب
ويتميز هذا النوع من الخطاب (الشفهي المنطوق) بالسهولة والاختصار وقصر الجمل وتكثيفها في وحدات بسيطة مباشرة، والاتصال المباشر الموجة واللاحات الخارجية والتواصل الاعتراضية، ومحفزات التلقي والتنبيهات، والعناصر الصوتية التعبيرية والتعبيرات الجسدية والتكيف مع المتلقي، وتعديل توجيه الخطاب بحسب درجة التلقي، وتنوع الأساليب استجابة لأقدار المتلقين، والتفاعل المباشر مع المقام او الحال وقناة الاتصال في المشافهة اللسانية، والمباشرة وهو انجع في التأثير والاقناع ونجاح التواصل او البث المباشر عبر وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة
طريقة سردُ الفيلم
إنَّ عملية سرد الفيلم “لغوشاريا” ( كنصٍ بصري سيميائي حجاجي تواصلي ) ، تمت من خلال لغة الخطاب اللغوشاري بشكل عام ،و الحوار ولغة الجسد ولغة الموسيقى ولغة التصوير الاستعارية والحجاجية، ولغة الكاميرا ولغة الالوان ولغة الاضاءة، وجميعها تشكلات ووحدات تركيبية سيميائية لغوشارية، اسهمت في خلق البِنى السردية الظاهرية، والعميقة في الفيلم
العنوان / علامة
لقد شكَّل العنوان علامة سيميائية بوصفه عتبةٌ من عتبات كل نص او عمل سردي او سينمائي او اعلامي او غير ذلك ، اذ يشكّل المرآةَ العاكسة لمضمون الفيلم ، والموجزَ الملخِص له ، والصورةَ المعبّرةَ عنه ، والخلاصةَ لمحتواه العميق و الظاهري، وهو النافذةُ التي يطلُّ مِن خلالِها المتلقي على كلِّ عملٍ سردي او سينمائي او لغوي بوصفها جميعا نصوصا لعتبات مختلفة. وكثيرا ما يهتم النقادُ بموضوعة او عتبة “العنوان” كونَّه عتبةً نصيةً مهمةً، تحمل تشكلات ودلالات لغوشارية، سيمائية تواصلية حجاجية شعرية تركيبية ايقونية هندسية … تحتّم الوقوف عندها . اذ نعدّها البوابة الرئيسية للولوج الى المضامين الواسعة والعوالم المشكَّلة داخلَ كلِّ عملٍ سردي لغوي او بصري . وعنوانُ فيلم الكعبي “شاش” shash شكل علامة سيميائية حجاجية تواصلية ، استدعت الوقوف عندها .من خلال بعض المصطلحات النقدية الحديثة في النقد السينمائي والسيميائي . ان الفكرة من تحليل فيم شاش كفيلم سيميائي حجاجي تواصلي ، لاحد الافلام القصيرة ،الذي حصد جوائزاً محليةً وعربية كثيرة ، للمخرج علي الكعبي والسيناريست احمد طالب. بهدف ممارسة تجربة النقد السينمائي السيميائي- كتجربة حداثوية نادرة في المؤسسات التعليمية الادبية – على نصوص الافلام السينمائية، بوصفها نصوصا (لغوشارية).يمكن أن تفتح افاق هذا النوع والفن والعلم في التحليل النقد الحديث على وفق المناهج النقدية الحديثة . كما ان قصة الفيلم ،قصة سسيولوجية تتلخص في تعرض فتاة عراقية شابة للعمى ،في البيوت العشوائية ، حاول والدها علاجها؛ لتبصر الحياة وتراها كما كانت تحلم على وفق حلمها الذي تخيلته ضمن الحوار المنولوجي ، لكنها سرعان ما صُدمت بواقع الفقراء من ابناء منطقتها التي تزف في كل يوم قوافل الشهداء من اجل الوطن دون ان يحصل عوائلهم على قطعة ارض، تعيش عليها اسوّة بباقي العوائل العراقية الاخرى في مفارقة غريبة ، فحاولت أن تُرجع او تُعيد “الشاش” (قطعة القماش ) على عينيها في صورة وصرخة احتجاجية، رافضة لواقع الحياة والسياسة في العراق . الفيلمُ مثّل فلسفةَ الوجود والعدم والأنا والآخر
الجوائز التي حصدها فيلم شاش لعام 2021
حصد الجائزة الاولى، كأفضل فيلم لعام 2012 في مهرجان وزارة التربية
حصد جائزة افضل اخراج في نفس المهرجان –
حصد جائزة لجنة التحكيم في نفس المهرجان –
حصد جائزة افضل مؤثرات صوتية في نفس المهرجان
حصد الجائزة الاولى في مهرجان السماوة السينمائي الدولي
حصد جوائز في مهرجان العمارة الدولي
حصد جائزة افضل ممثلة مهرجان السماوة الدولي
حصد جائزة افضل سيناريو مهرجان ابن جرير السينمائي في المغرب
-جائزة في مهرجان السينما في سورية
-جائزة في المهرجان السينمائي في واسط
د.واثق الحسناوي
جامعة المثنى
كلية الآداب
– د. واثق حسن مجهول الحسناوي ، تولد العراق / 1974.
-تدريسي في جامعة المثنى / كلية الآداب .
-يسكن محافظة المثنى .
-دكتوراه / لغة عربية / أدب / نقد حديث .
-ماجستير / لغة / لغويات / جامعة سانت كليمنتس البريطانية .
-ماجستير / لغة/ فقه لغة / لهجات / جامعة المثنى.
-رئيس منظمة اورك الصحفية .
-حاصل على عدد من كتب الشكر من جامعات عراقية حكومية رصينة .
-حاصل على العشرات من الشهادة التقديرية من مؤسسات حكومية ومنظمات دولية ومحلية ،في مجال الاعلام وحقوق الانسان والعمل المدني والثقافي .
الكتب المطبوعة :
1-سينماتوغرافيا الرعب داعش.
2-الخطاب الموسيقي الاشهاري .
3-لهجة ابصية وصلتها بالعربية الفصحى .
4-خطاب الالتراس الاشهاري .
5-فلسفةُ الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي .
الكــــتب المُعـــدّة للطبـــع :
-مجموعة شعرية .
-الخطاب الراديكالي دراسة في النقد الايديولوجي والتحليل السيميولوجي .
-الخطاب الموسيقي والخطاب اللاهوتي ،دراسة حِجاجية تواصلية .
-المشاكلة البلاغية في القران الكريم ،في ضوء نظرية التأويل .
-طقوسية الكتابة السردية في أصوات الرواية .
-فلسفةُ الاديان، مقارنة سيميائية .
-الاغاني الشعبي في خطاب الجماهير الرياضية .
البحوث المنشورة :
-الإبدال الصوتي في لهجة ابصية .
-المستوى الدلالي في لهجة ابصية .
-الخطاب اللفظي الإشهاري عند داعش دراسة في آليات التواصلية .
-الخطاب غير اللفظي عند داعش ، دراسة سيميائية .
-الصعق في القران الكريم دراسة صوتية .( سكوباس).
-النخلة والعصافير في شاهدة قبر يحيى السماوي..
-اسلوب الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي .
-صراع الهوية في رواية الحفيدة الامريكية .
-بلاغة خطاب الجماهير الرياضية ، الاغاني الشعبية نموذجا .
-فيلم شاش قراءة في النقد السينمائي .
للمؤلف اكثر من مائة مقال وقراءة نقدية في مختلف المجالات السياسية والأدبية والاجتماعية والنقدية والاعلامية والفلسفية على موقع مركز النور و الحوار المتمدن: http://www.ahewar.org/m.asp?i=4290
-الإميل : w.alwathiq@gmail.com
موبايل : 07810602522
07817311188