يوسف طراد عن موقع النهار
السّل: أيها القنديل، يا سيف النور في غِمد الظلام، لا أحسدك على استقرارك في حائط المنزل، فإنك ترسم ابتسامة للزوار على باب كل منزل سعيد، ليدخلوا آمنين، خالعين الظلمة خارجًا. فقد أصبحت تعلم جميع أسرار الأسرة
القنديل: أيها السل، أرغب أن أعيش حياتك، سائحًا في الطبيعة الغنّاء، مشوايرٌ مشوقةٌ طول النهار، عاشقًا لأزهار البراري
السّل: إنك لا تعلم عذابي، يضعوني في (الخرج) على ظهر الحمار، يكاد يغمى علي من الحصر، إذا ضربوا الحمار ليسير بعد تقصيرٍ، أتلقى نصف الضرب ولو بالغلط، وصولي إلى القبو كانتشال الغريق من الماء
القنديل: إنني متعلّق بمسمار، اختلال مكانه خطر على الحياة. يسكن النفط أعماقي دون استئذان، تؤنسني عزلة الناسك في ضجيج السهرات حيث يلهون بأفكاري حتى العبث. تداعبني أمنية الحرية القديمة من داخل كياني. الجميع يغادرون آخر السهرات، وأبقى أسير العتمة بعد اطفاء شعلتي. كان لي فتيلًا جميلًا، اضمحل من كثرة القص والاشتعال، استبدلوه بدكّة شروال. إنك لا تعلم رائحة الكاز المقزّزة. عند إسوداد زجاجتي، ينزعونها عني للتنظيف فأصبح كالعريان
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم
أيها السَّل إنك تنكر النعمة. ألم تصحبك الفلاحة الجميلة، كالغزال الشارد عند ابتسام الفجر، إلى شعاب الجبال وخدود السماء. واضعة فيك الأرغفة الشهية، جبن (الزكرى) القاسي، القريشة وحبّات الزيتون اللذيذة زوادةً لوالدها. كم مرةٍ ذهبت مع قاطفة العنب والتين الممشوقة القَدّ، متأنّقة بزهو الصبى، تتلوّى جمالًا وتتمايل غنجًا. هل نسيت مشاويرك معها إلى الكروم، وأنت تتدلى من كوعها فوق اهتزاز أردافها، وتحظى بالنظر إلى تناسق جسمها، وترتاح معها من تعبٍ، تحت السنديانة الغضّة، متمنيًا أن تطول الجلسة وأنت بقربها؟ والعناقيد وأكواز التين التي ضمت بداخلها الشهوة هي بداخلك، وشهوتك للصحبة أعظم من شهوة السكّر التي تضمه هذه العناقيد. كم مرة اصطحبتك ربة المنزل إلى المروج ووضعت داخلك (السليق) الشهي وهي تُطربك بتردادها للعتابا والميجانا. كم مرة فاح عطرك الجميل، عندما اصطحبوك يوم الجمعة العظيمة، لجمع الأزهار للمصلوب، من بخور مريم، وشقائق النعمان وزهر الجرس وغيرها، ألا يوجد فرق بين عطر الزهور ورائحة الكاز؟
السّل: أيها القنديل، إن منزلي قبوٌ مظلمٌ، وسهرتي تنتهي عند الغروب، أمّا انت فتصل الليل بالنهار، قلب المنزل نبض نورك ليلًا رغم زيف الأقنعة الجالسة حولك، تستمع إلى الأحاديث الجميلة عند (اللفو) بين العشاق، حيث يستقيم البصر جسرًا بين العيون نحو العشق البعيد والقريب بين المتحابين. أصبحت تعلم جميع الألعاب من الطرنيب إلى الليخة إلى الداما فالمنقلة؛ حفظت جميع السباب، حضرت جميع المصالحات بين الاهالي في السهرات، أصبحت عظيم #ثقافةٍ ومخزن علمٍ ، بسبب صمتك المنير لا حاجة لك لإقناع الجماهير بثقافتك النخبوية. تهادن الظلمة ويدغدغك البوح عتبًا أو حبًا بين الأحباب. تستنشق من رحيق عيون السعداء قطرات الندى لقلوب خاوية من الحب والفرح. ملاذك آمن في ركنك لا تدرك قساوة الاغتراب عن المنزل. للجميع حاجة بك حتى الأمير
أيها السّل: إنّ جارنا استبدل حمارة بسيارة، هل تعلم بماذا سيستبدلوننا؟