د. علي حجازي
السوسُ الذي نخر اشجار الغابة غريب ، قارض وطاحن . عندما شاهدت نثار الخشب يغطي الأرض أحسست بالخسارة الكبيرة ،ورحت اردّد
علينا أن نضع حدَّاً له ، فنجد علاجاً ناجعاً ينقذ الغابة من هذا الشرِّ المستطير. حمى الله هذه الغابة التي غدت مواتاً عند فقدها هذا الشجر الثمين
رفعت كفيّ إلى السماء ، وشرعت ادعو الله أن يحمي سكان الغاب من أذى هذا السوس اللعين
بعد برهة، شرع السوس ينخر رؤوس السكان ، وينتشر بسرعة كبيرة ، فيغطي الشوارع ، وينسرب إلى البيوت ، إلى عقول سكانها. عندها صرخت في عراء هذي الأرض: يا مثقفي هذه الأرجاء
الخطر كبير ، عليكم أن تسارعوا إلى إيجاد العلاج قبل فوات الأوان
لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى ابصرت ، ويا لفظاعة ما شاهدت ، رؤوس البعض من هؤلاء الذين يعدّون الحصن الحصين الذي يمنع تكاثر هذا السوس وتمدّده وانتشاره ، ينخرها السوس بشراهة .وسمعت صراخهم وهم يتوزعون طوائف ومذاهب شتّى . عندها أسرعت إلى البحث عن أصدقاء يتمتعون بمناعة عالية ضد وباء الطائفية المتحوّرة سوساً لعيناً ، وباءً يفتك في جسوم سكان هذه الأرض وأشجارها
تعليقات 1