د. حسن مدن لصحيفة الخليج
جمعت في شخصيتها صفات عدة. هي ليست ممثلة بارعة في السينما وحاصلة على جائزة الأوسكار وجوائز أخرى عديدة فقط، وإنما هي ناشطة سياسية وكاتبة، وأيضاً عارضة أزياء وخبيرة لياقة بدنية
الحديث يدور عن جين فوندا الممثلة الأمريكية الشهيرة التي ولجت عالم الفن في عام 1960 بعمل مسرحي لفت دورها فيه الأنظار إلى موهبتها، ثم تحولت إلى السينما، لتصبح من أبرز نجومها، ولكن ليس الفن وحده ما منحها الشهرة، وإنما أيضاً دورها كناشطة سياسية، حيث كانت من أبرز المناهضين للحرب الأمريكية على فيتنام، وشهيرة هي الصور التي التقطت لها وهي جالسة على مدفعية دفاع جوي فيتنامية شمالية خلال زيارة قامت بها إلى هانوي في عام 1972، وبسبب دورها المناهض للحرب وضعت على القائمة السوداء لدى «هوليوود
لم تعارض فوندا حرب فيتنام وحدها، وإنما شاركت أيضاً في الاحتجاجات على غزو العراق والعنف ضد النساء، وعبرت مراراً عن موقفها النقدي من سياسات بلادها، قائلة: «لا أعرف كيف يمكن تسمية بلاد يجهل شعبها الواقع والتاريخ بلاداً حرة؟»
فوندا البالغة اليوم 85 عاماً، أعلنت مؤخراً إصابتها باللامفومة اللاهودجكينية، وأنها بدأت جلسات العلاج
الكيماوي، لكنها طمأنت أصدقاءها بأن السرطان المصابة به قابل للعلاج، وأن 80 في المئة من الناس الذي أصيبوا به هم على قيد الحياة
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تصاب بها فوندا بالسرطان، فقد سبق أن تغلبت على سرطان الثدي في عام 2010، كما خضعت، في وقت لاحق، لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني من شفتها السفلية
كل هذا لم يثن الفنانة المخضرمة عن حبّ الحياة، هي التي قالت مرة: «علينا إعادة التفكير في نظرتنا إلى التقدم بالسن. تقول القاعدة القديمة: تولدين ومن ثم تبلغين ذروتك في مقتبل العمر وبعدها تبدأين بالانحدار والتداعي. عندما تنظرون إلى التقدم بالسن على أنه اعتلاء لسلم الحياة، فستكونون في حالٍ أفضل من حيث الصحة والروح والحكمة والعيش لهدف ما»
وهي تعلن إصابتها بالسرطان، أشارت فوندا إلى أنها تمتلك تأميناً صحياً، ولذلك تشعر بأنها «محظوظة للغاية»، كأنها تذكّر بأحوال أعداد هائلة من الأمريكيين لا يجدون العناية الصحية الضرورية، في مجتمع لا يقدّم خدمة بالمجان