د. حسن مدن لصحيفة الخليج
في كل دورة من دوراتها السنوية تثير الجائزة العالمية للرواية العربية حالاً من المتابعة والترقب، بين أهل وقراء الأدب في مختلف بلداننا، حيث تلفت الجائزة الأنظار إلى أعمال روائية من مشرق العرب ومغربهم، تتأهل أولاً لقائمتها الطويلة، التي يبلغ عددها ست عشرة رواية، قبل أن تنقص إلى ست روايات في القائمة القصيرة، تتنافس على الفوز بالجائزة، وكقاعدة يمكننا القول إن كل الروايات التي تبلغ القائمة القصيرة على الأقل هي جديرة بالفوز، ويبقى القرار في الأخير للجان التحكيم التي عليها أن ترجّح واحدة منها، كون الجائزة تمنح لفائز واحد في النهاية
نجحت الجائزة نجاحاً لافتاً على أكثر من وجه، فهي من جهة أكدّت الحضور الراهن للرواية في خريطة الأدب العربي، وربما في الأدب العالمي أيضاً، حيث أصبحت أبرز جنس أدبي في وقتنا الراهن، ما حمل كثيراً من النقّاد على وصف زمننا ب «زمن الرواية»، كما عنون الناقد الراحل جابر عصفور أحد كتبه، بعد أن كان أدونيس قد وصف الزمن السابق لهذا ب«زمن الشعر»، وإن كنا من القائلين بأن كل أجناس الأدب في نصوصها العميقة عابرة للأزمان
ومن جهة أخرى، نجحت جائزة الرواية العربية في تقديم ما يشبه البانوراما لجديد المشهد الروائي عربياً، من خلال تسليطها الأضواء على ما تختاره لجان التحكيم من أعمال لقائمتيها الطويلة والقصيرة، فلو أخذنا الروايات الست في القائمة القصيرة لهذه الدورة لوجدنا روايتين من المغرب العربي، هما «مُنّا» للجزائري الصديق حاج أحمد و«كونشيرتو قورينا إدواردو» لليبية نجوى بن شتوان، وروايتين من منطقة الخليج العربي هما «تغريبة الغافر» لزهران القاسمي من سلطنة عمان التي فازت بالجائزة، لتلفتنا مجدداً إلى ما يشهده هذا البلد الشقيق من نهضة أدبية، و«الأفق الأعلى» للسعودية فاطمة عبدالحميد، فيما حضر بلدان عربيّان معروفان بعراقة ومتانة التقاليد الأدبية والإبداعية فيهما هما مصر والعراق من خلال رواية «أيام الشمس المشرقة» لميرال الطحاوي، وهي من أهم كتّاب الرواية في مصر، وسبق أن تأهلت روايتها: «بروكلين هايتس» للقائمة القصيرة لنفس الجائزة عام 2011، ورواية «حجر السعادة» للعراقي أزهر جرجيس
وهذه “البانوراما” الروائية العربية طبعت كل دورات الجائزة، التي عرّفتنا كقرّاء ومهتمين على أعمال ما كنا سنصل إليها لولا صعودها إلى الروايات المتنافسة على الجائزة في كل دورة، خاصة مع الخلل المعروف في سوء توزيع المنتج الأدبي والفكري بين البلدان العربية المختلفة، حيث تكاد تنحصر شهرة الكثير من الأسماء المهمة داخل نطاق بلدانها فقط، ولا تبلغ الأفق العربي الأوسع
غرفة 19
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم