دانا هشام عزقول
تجلس على مقعدهما المعهود ..مع تلك الوردة الذابلة التي أهديت لها في يوم ماطر
نفس المارة والوجوه ،نفس حركة السيارات ..لم يتغير شيء عليها ،ومع ذلك يبدو كل شيء جديد ،شريك مقعدها ليس هنا ..غيابه يجعل الشارع المزدحم فراغا ..وهي ما زالت تنتظر وتنتظر
تذهب لذلك المقهى الذي عاصر ضحكاتهما وشهد حبهما ومواعيدهما ..نفس الطاولة ما زالت مكانها ،ترتيب المقاعد ،الزوار ،لاعبو لعبة “الزهر “الكبار في السن صاحبي الابتسامات الدائمة ونصيحة “حبها لك عمي حبها.العمر ماشي وما بتضل الا ذكرى هالأيام ” ،صوت أم كلثوم الذي يصدح بتلك الأغنية التي تعاد مرارا وتكرارا “غلبني الشوق وغلبني ..غلبني ..وليل البعد دوبني ..دوبني “
لكن هناك شيء واحد قد تغير في هذا المقهى الصغير ،ليس الجدران ورسوماته ،ولا نكهة القهوة ورائحتها ما تغير هو شخصيتها ..هذه هي المرة الاولى التي تدخل المقهى لوحدها ..وكأنها غريبة على المكان ..اعتادت على رفيقها الدائم ..الذي غاب وثبت حضوره في الذاكرة ،لا حاجة لكرسيين اليوم ..وفنجان قهوة واحد يكفي ولا أهمية لصوت ام كلثوم ما زالت الفتاة ستردد الكلمات لوحدها ،لا يوجد منصت لك يا كوكب الشرق . منصتك غائب
ضجرت في هذا المكان التعيس لوحدها ،ارسلت له رسالة ،وعدها أن ياتي ،ولكنه لأول مرة يكون كاذبا ،انتظرته طويلا وفي النهاية قررت أن تذهب الى المكان الذي ستجده فيه حتما ،ستعاتبه على عدم مجيئه وإخلاف وعده ،ستعاتبه لأنه لم يجلب لها وردا منذ مدة طويلة ،سوف تجده حتما وعندها لن يكون له اي مفر منها،ذهب حيث هو ..لوح من الرخام مكتوب عليه اسمه .قرأت الفاتحة ،لم يكن لها قلب لتعاتبه ،قصت عليه يومها فقط ..احتضنت الثرى وجثت على ركبتيها ..عانقت لوح الرخام وبكت طويلا ..وظلت تنتظر
غرفة 19
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران