
أديب كريّم
الكهرباءُ مقطوعةٌ. لا أعرفُ لماذا، ولا أريدُ أن أعرفَ. كلّ الذي أعرفُهُ، وعلى نحوٍ يقينيٍّ وقطعيٍّ، بأنّنا نعيشُ في أحقرِ حِقبةٍ من تاريخِ هذه البلاد، وهي الحِقبةُ التي ازدهرت فيها الأوهامُ والخرافاتُ وأُقصيت الحقائقُ والمبادئُ، وأنتصرَ فيها الجهلُ والجهلاءُ على حسابِ العلمِ والعلماءِ، وانتعشَ فيها التخلّفُ، وسادَ العبثُ، ودبّت الفوضى، وعمّ الفسادُ في البلادِ وتفشّى النفاقُ بين العبادِ
وماذا بعد ..؟
اللغةُ قاصرةٌ عن التوصيفِ، واللسانُ عاجزٌ عن التعبيرِ، والوجدانُ تعِسٌ كسير
أقسمُ أنّي كفرتُ بطوائِفِكم، ومذاهبِكم، وزعمائِكم، وشعاراتِكم، ومعتقداتِكم
أجل، أقسمُ على ذلك، في سكوني واضطرابي، ورخائي وشدّتي. لأنّي أصبحتُ على قناعةٍ تامّةٍ، لا يداخلُها أضألُ شكٍّ، بأنّه لو لم تكن معتقداتُكم فاسدةً، وشعاراتُكم زائفةً، ووعودُكم كاذبةً، وأغراضُكم شائنةً، لَما كنّا هبطنا إلى هذا الدَركِ المهينِ وانحدرنا إلى هذا الحضيضِ المَعيب
متى تفيقون من كبوتِكم، وتتحرّرون من جهلِكم، وتنظرون بعين القداسةِ لانسانيّتِكم بَدَل تقديسِ الخرافاتِ والزعاماتِ والشعارات؟
متى تنهضون من رقادِكم، وتخرجون من متاهةِ العبوديّةِ إلى رحابِ الحريّةِ وتقديرِ الذات؟
متى تدركون أن لا معنى للكرامةِ والإباءِ والشهامةِ، وكذلك للأمانِ والسلامِ، إلّا في وطنِ المؤسّسات والقوانينِ والضوابط؟
غرفة 19
- سوزان سونتاغ، الصورة الفوتوغرفية سريالية كونها تخلق عالمًا اصطناعيًا
- كتاب السكندريات ” اليكسادرينك “…عندما كانت مصر حلم الاوربيين في العمل والثراء للكاتبة / دارينكا كوزينتس
- من طه باقر إلى أيلون ماسك.!! المدن التي تبني الإنسان..
- الفلسفة فنّ العيش لا الموت
- الكتب الممنوعة…من قرار الحظر إلى صالونات القراءة (حين تُحاصر الكلمة… تنفجر في الظلال)
- الرسام أندريه ماسون… التحرر من سيطرة العقل





