اسْتَدِرْ

شعر: أحمد جنيدو

اسْتَدِرْ
أحمد جنيدو

استَدرْ، خَلفَكَ قُطعَانٌ مِنَ الموتَى
وإعيَاءُ الضَّيَاعْ
وحِكَايَاتٌ لِقُوتٍ أَملَقٍ
يَصدَحُ فِي عُروَتِهِ المُثلَى
لتلتَمَّ الضِّبَاعْ
استَدِرْ خَلفَكَ، لا تَمشِ وَحِيداً
فبِحَارُ الموتِ مَنْ تَبتَلِعُ الحُلمَ
لَا تَنسَ، إِذَا كُنْتَ بعُمقِ الغَرَقِ الأَقسَى اتِّجَاهَاتِ الشِّرَاعْ
انفَجِرْ، مِثلُكَ فِي العَيشِ قَتِيلُ القُنبُلَهْ
نَبذَةٌ تَتلُو فُصُولَ المَرحَلَهْ
لَعنَةٌ تُحيِي فُتوقَ الأَسئِلَهْ
انفَجِرْ، أَنتَ بِلَا مَعنَى عَلَى قَدْحِ الصّرَاعْ
استدِرْ، خَلفُكَ آلَافُ المَوَاشِي
ورُؤُوسٌ صَاغِرَهْ
ورِمَاحٌ وسِهَامٌ وسُيُوفٌ غَادِرَهْ
وصُفُوفٌ لِجُنُودٍ لِكَلَابٍ دَاشِرَهْ
وطَوَابِيرُ الخِدَاعْ
اعتَذِرْ عَنْ كُلِّ شيءٍ
هَلْ نسِيتَ الاعْتِذَارْ.؟
أَنتَ مِنْ يَقتَرِفُ الجرحَ، ويَرتَابُ انتِظَارْ
فُهُنَا مَنْ رَحَلُوا دُون ضَمِيرٍ
يَرضَعُ الصَّمتُ دِيَارْ
فِي خيَامٍ يَصهَلُ الخَوفُ بِأَسرَارِ المَرَارْ
فِي عُيُونِ الحُزنِ تَجرِيحُ الوَدَاعْ
انحَدِرْ عَطفَ أَمَانٍ وَخَلَاصاً لِلرَّجَاءْ
أَحمِلُ الغَيثَ بِجِلْدِي فِي فَرَاغَاتِ العَرَاءْ
فَاسمُنَا الثَّانِي عَلَى دَفتَرِكَ البَالِي بَقَاءْ
انحَدِرْ موجَ شُعَاعْ
اقتَرِبْ مِنِّي، وخُذْ قَلبِي مَعَكْ
إِنَّنِي مُنتَظِرٌ عُمراً فَرِيداً يُقنِعكْ
أَنتَشِي الرُّوحَ، لَيسَ المُنتَهَى مَا يَردَعكْ
لَستُ أَخفَي مَا يُذَاعْ
9/9/2018