محمد علي شمس الدين
حسن عبد الله
كأن مات
21.6.2022
محمد علي شمس الدين
هذه الكلمات لا اكتبها بعد موت حسن عبدالله. كنت كتبتها طيلة الاسبوع الفائت مرافقا لديوان “راعي الضباب” وقد عدت له وغالبا ما اعود له لاني احبه. طريف ومريح وبرغم الدراما مرح وحتى مع الموت… ومع المرض ومع الحب الذي هو بالتسبة له جرح يدمله ويضحك ومع الحرب. جدا طريف ومفاجئ حسن عبدالله ولم أجد احدا قال او يقول ما يقوله… في الحب مثلا في قصيدة “مر عام” يقول بعد انحلال الحب : ” لا احب / لا احب.. وحدتي قلعتي / حيث جسمي قوي وقلبي منيع وسري مقدس / اية امرأة تتقدم من جنتي هذه سأواجهها بالمسدس.”
يا لجمال ما اقرأ ويا للخفة والمفاجأة والطرافة وانتزاع الشوك من قلب المحب المكسور حسن عبدالله ليس رخو الاحاسيس هو حاد. عفوي مريح مفاجئ يحول كل ما يصادفه لشعر كل ما يلمسه لشعر ودهشة . واي شعر؟ شعر حر بريء طازج جديد بسيط وعميق وساخر وساحر
ولا يذكرني الا بنفسه…. وربما أوحى لك بانه مباشر اي يكتب الشعر بتلقائية وبلا تكلف. تماما كما يدخن او يلقي بملاحظة ساخرة لكن التروي في قصائده من الدردارة الى ادكر اني احببت الى راعي الضباب يشير الى شاعر يفكر بالقصيدة ويخطط لها وحين يتركها تمشي الهوينا يصاحبها ويراقبها ويشذب منها… فالفكرة السابقة تمنحه السرد والحكاية والايقاعات الخفيفة الحرة وغير القاسية والهندسة المؤكد ة لعل لشعره ايقاعات الحياة ذاتها بانتطامها ولا انتطامها
هادئ شفاف غير مفجع طريف صامت صاحب إشارة حزين لكن بلا تفجع مرح يضحك على أنف الخطر والكارثة وهو جريء.. يقول في قصيدة ” الطبيب الكبير” : “. انها لحظة لندخن / نحن الرجال الظلال/ لحظة نفكر فيها بان الجسوم التي حملت ثقل ارواحنا / عملت كالبغال…” ويقول بحكمة مرة ” الحياة مرض” وفي القصيدة حزن الموت موت مهدي.. ومهدي هو صديقه المفكر الشهيد مهدي عامل ( حسن حمدان ) … وذكريات الحب والتدريس في صيدا وفاطمة “فاطمة / وغياب عميق لمهدي كأنْ مات… ” ومراثي مهدي تزنر الديوان يبدأبها وينتهي بها
لكن اي رثاء جديد مفاجئ وعميق بلا تفجع. هذا الذي يكتبه حسن عبد الله في مهدي؟ في قصائد الفراق ” مر مهدي ولم يرها / مر بين الثلاثاء والأربعاء /. ثم اختفى” ” وهو مهدي / وهي الندم القارص العمر / فكر بي ونهاني عن الشعر / قلت له : انها. ولنسياتها انا احتاج رطلا من العضلات” هنا سحر وليس شعرا بل شعر برتبة سحر يمزج بين الطرافة والحب والصداقة والموت بضربة واحدة…. وهو اخيرا يمزج بين قبر حرب وقبر مهدي” قبر حرب أتى وجلس / معنا ينتظر / قبر حرب احس / فجأة بالضجر / ومضى وانقضى عصر حرب
وجاء اخوه الصغير ”
الان ونحن على مسافة لا تصدق من موت حسن عبدالله نرغب في ان يكون موته كمثل قصيدته “وهم من اوهام الربيع” حيث تلك العناصر الأولية للحياة ربيع وجدول وفتاة دون العشرين” تمشط شعر العجل”. طاب للشاعر ان يقطف عصفورين عن الشجرة
وحين لاحظ أنهما لم يخافا منه وسالهما عن. سبب ذلك ” ابتسما/ واجابا من أعلى الشجرة / عجبا / اونهرب من شخص يتخيل؟”
هل مات حسن عبد الله حقا ام نحن نتخيل ان حسن عبد الله مات؟
21-6-2022