لِقَاءٌ إِلكتروني ، جَمَعَ ٱلشَّاعرَ وٱلدُبلوماسي الأُردني إبراهيم عَوَاوِدَة ، وٱلشَّاعرَ ٱلسُّوري جَمِيل دَاري ، وَثُلةً مِن ٱلأَسَاتذة وٱلمثقفين ، تَحتَ مِظَلة ٱلغُرفة 19 الإلكترونية ، لتَدارُسِ دِيوَانِ ” وَردَة ٱلقَلب ” للشَّاعر وٱلدُبلوماسي الأُردني إِبراهيم عَوَاوِدَة ، وٱلوقُوف علىٰ جَمَاليَّات ٱلشِّعر والأَدب فِيهِ ..
كَعَادته ، بَدَأَ الشَّاعِرُ جَمِيلُ دَاري كَلامَهُ بِطَريقةٍ جَمِيلَةٍ وَمُنَمَّقَةٍ ، وَقَالَ : ” هَـٰذا الدِّيوَان فِيهِ شِعرٌ ” ، وَكَأَنَهُ يُشِيرُ إِلىٰ أَنَّ كَثِيرٌ مِن ٱلدَّوَاوين فِي هَـٰذا الزَّمَان ، بَعِيدَةٌ كُلَّ ٱلبُعدِ عَن ٱلشِّعرِ وَمُحتَوَاهُ ، أو أَنَّ رُوحَ ٱلشِّعرِ تَغِيبُ عَن كَثِيرٍ مِن مَا يُنشَر مِن نُصُوصٍ فِي هَـٰذا ٱلعَصرِ ، وَعِندَمَا طُلِبَ مِن الأَستَاذ جَمِيلِ دَاري رَأَيَه ٱلنَّقدِي فِي شِعرِ ٱلسَّفِيرَ إِبرَاهيم عَوَاوِدَة ، وَدِيُوان ” وَردَة ٱلقَلب ” ، أَجَابَ بِأُسلُوبِ المتأدب ، وَكَأَنَّهُ لا يُرِيد أَن يَضَعَ نَفسَهُ مَوضِع ٱلنَّاقِدِ لِشِعرِ ٱلعَوَاوِدَة ، أَو أَنَّهُ يُجِلُّ هَـٰذا ٱلشَّاعِرَ وَيَحتَرِمَهُ ، فَقَالَ : ” وَقَفتُ أَمَامَ قَصِيدَتَين لِلشَّاعِر ٱلعَوَاوِدَة ، ٱلرَويُّ فِيهِمَا ٱليَاءُ ٱلمُشَدَّدَة ؛ قَصِيدةُ ( كَلِمَةُ شَاعِر ) وَٱلَّتِي مَطلِعُهَا : حَلَّقَت .. حَلَّقَت فَرَاشَاً بَهِيَّا ، وَسَمَت فِي ٱلفَضَا جَنَاحَا عَلِيَّا … ، وَٱلقَصِيدَةُ ٱلثَّانِيَة ( ٱلمُلهِمَة ) وَٱلَّتِي مَا أَن قَرَأتُهَا حَتَّىٰ خَطَرَ لِي مُعَارَضَتَهَا ، وَأَكتَفِي بِمَا كَتَبتُهُ مُعَارِضَاً كَـ رَأيٍ فِي دِيوَانِ وَردَةِ ٱلقَلبِ ، أَو فِي شِعرِ سَعَادَةَ ٱلسَّفِير ” ..
نَبدَأُ بِعَرضِ قَصِيدَةَ ” ٱلمُلهِمَة ” لِلشَّاعِرِ وَٱلدُّبلوماسي إِبرَاهِيم عَوَاوِدَة ، ثُمَّ نُتبِعُهَا بِمَا كَتَبَ ٱلشَّاعِرُ جَمِيلُ دَاري مُعَارِضَاً :
” ٱلمُلْهِمَة “
حَسْناءُ أَلْهَمَتِ الفؤادَ رَوِيًّا
يَسْعَى إليها دافئا ونديا
يَهفُو إِلىٰ قَلبٍ يَفيضُ وَدَاعَةً
ويرومُ وجها مُشْرِقًا حِنْطِيًّا
يَأتِي إِليهَا طَامِعَا فِي قُبلَةٍ
يُمسي بها نَجْمَ القَصِيدِ، عَلِيًّا
أو أنْ تُدَكِّرَهُ بدفء وسادة
فَيُقِيمَ عُمْرًا في ٱلحَريرِ رَضِيًّا
أَو أَضعَفُ ٱلإِيمَانِ ، بَسمَتُهَا ٱلَّتِي
تَحْبُوهُ مَعْنَى ثَانِيَا، أَبَديًا
حَسْناءُ تَمَّ لَها الرُّواء فأَصبحت
روضًا وَرِيقا، مُزْهِرًا، وشَدِيًا
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، أَوْدَعْتَ السَّنى
فيها، وأَنْشَأْتَ التَّرابَ سَنِيًا
أَلْفَيْتُ فِيهَا مَا يُواسِي مُتْعَبًا
مِنْ أَمْسِهِ، يرجو غَدًا مَرْضِيّا
جادت على قَلَمي بنَبْع دَواتِها
فانساب حَرْفِي عَاشِقًا عَرَبِيًا
ابراهيم عواودة ، عمان ، ٢٠١٦
وَجَاءَ بَعدَهَا رَأيُ ٱلشَّاعِرِ جَمِيل دَاري فَقَالَ :
شَاهَدتُ فيهَا نَجميَ ٱلمَنفِيَّا
وَقَرأتُ فيهَا شِعرُكَ ٱلذَّهَبِيَّا
لِي مِثلُهَا ، هَـٰذَا ٱلجَّمَالُ وَسِرَّهُ
أَصبَحتُ فيهَا رَاضِيَا مَرضِيَّا
كُلُّ ٱلرُّؤىٰ إجتَمَعَت بِهَا مِدرَارَةً
تَسقِي خَيَاليَ ٱلجَامِحَ ٱللَّهَبِيَّا
إنَّ ٱلقَصِيدَةَ دُونَهَا مَهجُورَةٌ
فَهيَ ٱلَّتِي تُؤتِي ٱلقَصِيدَةَ فِيَّا
وَأَظَلُّ دَائمَا طِفلَهَا ، وَأَنَا ٱلَّذي ،
فِي هَـٰذه ٱلدُّنيَا بَلَغتُ عِتِيَّا
ٱلشِّعرُ دُونَ ٱلحُبّ كَونٌ مُظلِمٌ
وٱلحُبُّ يَملأُهُ سَنَىً وَردِيَّا
مَا قَالَ إِبرَاهِيمُ يُلهِم جُذوَتِي
وَيُعِيدُ خَلقِيَ كَامِلاً وَسَويَّا
إِنِّي لَأَعجَبُ إِذ أَرىٰ ، كَيفَ ٱلفُؤَاد
يَعِيشُ مِن لُجَجِ ٱلغَرَامِ خَلِيَّا
لَا شَكَّ فِي شِعرٍ مَليءٍ بِٱلهَوَىٰ
فَإِذَا خَلَا مِنهُ غَدىٰ هَزَلِيَّا
لَن أَغمِدَ ٱلشِّعرَ ٱلَّذِي أَشهَرتُهُ
سَيَظَلُّ سَيفَاً قَاطِعَاً ، دَمَويَّا
مُذ كُنتُ فِي شَرخِ ٱلصِّبَا أَدمَنتُهُ
مَن أَدمَنَ ٱلأَحلَامَ كَانَ غَنِيَّا
حُبِّي تَرَسَّخَ فِي ٱلقَصِيدَةِ وَحدَهَا
مَا كَانَ خَارِجَهَا غَدَا مَنسِيَّا
وَعَادَ ٱلشَّاعِرُ جَمِيلُ دَارِي لِيُؤَكِد عَلىٰ جَمَالِيَّةِ ٱلبَيتِ ٱلأَخِير فِي قَصِيدةِ ٱلعَوَاوِدَة
” جَادَت عَلىٰ قَلَمِي بِنَبعِ دَوَاتِهَا
فَٱنسَابَ حَرفِي عَاشِقَاً عَربيَّاً “
فَهَـٰذا ٱلقَلَمُ ٱلَّذي كَانَ يَبِسَاً جَافَاً ، جَادَت عَلَيهِ هَـٰذهِ ٱلحَسنَاءُ بِـ نَبعِ دَوَاتِهَا فَمَلأَت ٱلقَلَمَ بِحِبرِ ٱلقَصِيدَةِ ، وَبِحِبرِ ٱلجَمَالِ وَحِبرِ ٱلحُبِّ ، فَيَغدُو هَـٰذا ٱلقَلمُ ٱلَّذي مَا عَادَ جَافَاً ، فَيَنسَابُ ” عاشقاً عربيَّاً ” ..
الإثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥ ، قميم
