هناك أصواتٌ تختنقُ
وأصواتٌ تصرُخُ من بينِ قضبانِ الصَّمتِ
وهناك صوتٌ وحيد
يبحثُ عن طائرٍ
بألوانِ قوسِ قزحٍ ليُغرِّد
شعر
الخارج رجلان يخفتان قبل خفوت الأضواء
والساقيةُ تتعجّلُ أن ترحل
تُطفئُ ضوءا وتُشعلُ ضوءا
تتناوبُ ألوان الأضواء
عيْناها تَمسحَانِ الشّارعَ بِلا انْقطاعٍ
كَمَنْ يَنتظرُ حُدوثَ أَمرٍ كبيرْ ؛
كمنْ يُريدُ أنْ يَنظرَ كثيراً
فتيلُهُ الآهُ
يَا اِحْتِمالَ الصَّبْرِ
كَمْ ذَا الصَّبْرُ أَشْقَى تَوَجُّسِي
يَا نِدَاءَ أيُّوبَ في مداهُ
تعربدُ فوقَ الشّفاهِ
مثلَ حمّى مراهقةٍ
وليس لي قلبٌ يُطِيقُ الاحتمالْ؟!
الآنَ أكتشفُ الحقيقةَ كُلَّهَا
أنتَ النسيمُ العذبُ
يأتيني
وقد دقَّ الخيامَ الصيفُ
حاصَرَني الجوى خنقاً
والرمل ولادتهُ
من ذاك الذي قال : أن البحار بلا ذاكرهْ ..؟
دائماً فرح البحر يهرب نحو الشاطيء...
سأغني لهُ ليندهش
من وساعة طهري اللامحدود
ومن وفائي لكل الأشياء
كم ستصمد من غير أنت
مثلكَ تمامًا تمحو من صفحاتها
ملاحظات
دوّنَتْها في الصباح
لتعود في اللّيلِ وحيدة إلّا من ملاحظاتك
ما أجمل الشتاءْ
للرعدِ طعمُ زعترٍ
ُوالطفل راح يسعلُ
وامُّهُ تحوك للجبالِ في الصقيع جورًبا
ُوخدُّها مُبَلَّلُ
تَعَجَّـبَ منّـا في صقيعٍ ولاهبِ
رآنا على أعلى يَـفاعٍ وتارةّ
بمَ أؤمنُ في زمنٍ كافرٍ
بمَ أفرحُ والحزنُ سدَّ جميعَ الجهاتْ
إنّها الحربُ
لا دميةٌ بقيتْ حيّةً
لا بعيدٌ يعودُ إلى...