يوسف طراد
أيّها المتوهّج في السّماء
اللّيل لا يكتم الأسرار
والنّجوم تعلم بحزنك
وتبوح بسرّك
وتسألني حورية العتمة
لماذا لا يمدّ القمر ذراعيه؟
لم يدهشني السّؤال
لأنّني أعلم
أنّه ليس للقمر ذراعين
لكنّه يحلم بجناحين
ليتمكّن من الخروج عن مداره
ويبقى
بدرًا فوق لبنان
فجمال الأرز
جعله يترجّل
عن عرش الاغواء
وتختال الأيائل فرحة
بين أشجار الغابة العابقة بالمجد
والثلج
يتبارك بأغصانها
ونجمة غافية
على كتف فم الميزاب
يمر طيفها
في سهو المساء
وتتراقص على خط القمم
منتشية
من أصوات أجراس في السّماء.
قد فاض الشوق
في حواس اللّيل
وأرخى الظّلام أسراره
فالقمر محاق
ذهب ليغتسل من رماد الفضاء
ليعود ويسرد اعترافًا
ويطبعه
على بياض الثلج
ويجيب عن سؤالي عن غيابه
أنا الأرزة الخالدة
ويتردد صدى حديثنا
في الوديان
التي تصل
الجبال بالسّهول
وتنصت عشتار
وتنعتق من تعويذة الجسد
وهي تشدو أغنية غجريّة
والقمر مبهور بسمو أرزة
على قمّة
من قمم لبنان
قبل الارتحال
(الصّورة، عن أحد المواقع الأجنبيّة: ميزة لبنان كما تبدو من الفضاء)