شدّوا الأحزمة
هناء عبيد
. وبّخت زوجتي هذا المساء. كيف لها أن تطعمنا القليل من الجرجير فقط في وجبتنا اليتيمة.
صَرَخَتْ عاليًا
– وهل تريد أن تلد الدّجاجة الّتي أحضرتها لي قبل شهرين؟
ضع ما تبقّى من الحزام على بطنك.
تبًّا لها تلك الشريرة، لماذا تذكّرني بخيبتي أو بالأصح خيبتهم. لم يتبقّ من الحزام شيء.. لقد تقطّع من كثرة عصره على خاصرتي.. أكثرت الثّقوب على أطرافه، أصبح طوله لا يتجاوز الثّلاثين سم هو محيط خصري. كان عليّ أن أتجوّل في قاع المدينة علّني أجد من هو أغبى منّي، فأجلده بما تبقّى من الحزام. عدت متعبًا. نظرت إلى الصّورة المعلّقة الملمّعة على الجدار المهترئ.. ضربت تعظيم سلام .. صرخت بأعلى صوتي: – لم يتبقّ من الحزام شيء أيها القائد الهمام. سخرت من خيبتي وجلدت نفسي بما تبقّى من الحزام