قفْ بالديارِ وسلْ لي عن ديارِهمُ
عَلَّي قُبيلَ الموتِ
أسمعُ منكَ ذِكرهمُ
وربما ظفرت عيني برؤيتهمْ
أو هاتفٌ يأتي
إنْ حِيلَ ما بيني وبينهمُ
أوْ عُدتَ يا هذا تُبشّرني :رأيتُهمُ
وقل لهمُ :
في سَكْرةِ الموت قد ردَّدْتُ اسمَهُمُ
ناديتُ :أيْنَهُمُ
ماقالَ لي أحدٌ مكانهمُ
ناديتُ :أينهمُ
أصداءُ صوتي في الصحراءِ قالتْ لي كأنَّهمُ
رحلوا وما عادوا ، فلَيْتَهمُ ……..
زرعتُ روحي نخيلاً في ربوعهمُ
فكيف بي اليوم قد جاؤوا ليلتهموا ؟!
زرعتُ روحي غصوناً في سحابتهمْ
فساقني الـمُزْنُ أمطاراً بحيّهمُ
وقيل : هيَّا تيمَّمْ وسْطَ بحرِِهمُ
كيفَ التّيَمّمُ في بحرٍ أهيم بهِ
والماءُ عشقي وهذا الشوقُ نحوَكمُ
أنشدتُهمْ شِعري وأوردتي
عشقوا القصائدَ ،
مِن قَوَّالها سئموا
يا ليتهمْ عرفوا : أن القصيدة ذاتي وَهْي ذاتُهمُ
قالوا : الرحيلُ غدا
ودمعٌ في الخدود جرى
وراح الظلُّ ، لم يتبق من كلِّي سوى بعضي
وكُلِّي صارَ بعضَهُمُ
إذا وَلَّوْا يُوَلِّي القلبُ شطرَهُمُ
يا حادي الرَّكْبِ عرِّجْ نحو حيّهمُ
وحَيِّهِمُ
وقلْ لهمُ :ليتَ الغمامَ يسوقُ المزن صَوْبَهُمُ
وقل لهمُ: الروحُ إن بَعُدَتْ دوْما بحيِّكمُ
يا حادي الرّكبِ كَفْكِفْ لي دموعَهُمُ
وقل لهمُ : البَيْنُ مهما طالَ بالأشواقِ يلْتَئِم
وقل لهمُ :إذا غبتمْ ففي عيني لكمْ سكَنُ
وإن جئتُمْ ففي قلبي لكم وطنُ
وقل لهمُ :تلظَّى القلبُ بعدكُمُ
حياتي بَعْدَكُمْ عَدمُ
وقل لهمُ : يميناً ما نسيتُكُمُ
تناءت دارُكُمْ عَمْداً
فليت ديارَنا لِدِيارِكُمْ غِيَمُ
يميناً ما لكمْ في القلب من شَبَهٍ
ولا بدلٍ ولا عِوَضٍ؛ وذا قَسَمُ
وقل لهمُ :لعلَّ اللهَ يجمعُ عاشقاً بكُمُ
أخذتمُ ُ العقلَ بعد القلبِ ويْحَكُمُ
رُدُّوا – بحقِّ الله – أيَّهُمُ
ما عُدتُ في حَوْجٍ لهمْ أبداً
يكفي بهم أني عشقتُكُم
إنْ جاءني الموتُ يأخذني سأَبتسِمُ
لنْ يقبضَ الروحَ
قدْ أَوْدعتُها – باللهِ- عندكُمُ
أوْ فرّقَ الموتُ ما بيني وبينكُمُ
في جنَّة الخُلدِ حُوراً قد مُنِحْتُكُمُ
لم يبق مِنِّي سواكُمْ يا “أنا” لَكُمُ
فكيف أرجعُ – كالعُشّاقِ – دُونَكُمُ
كلُّ الذين عشِقْتُهُمْ رحَلوا
باللهِ أينَ مَضَوْا ؟ باللهِ أيْنَهُمُ؟
يا حاديَ الرَّكْبِ إما جئتَ عندهمُ
فقلْ لهمُ : إني أُحبكمُ !